الذكاء الاصطناعي وخفض الفائدة يدفعان جي بي مورغان لرفع توقعاته بشأن مؤشر S&P 500

يتوقّع بنك جي بي مورغان أن يصل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى مستوى 7500 نقطة في عام 2026، مع احتمال تجاوزه حاجز 8000 نقطة إذا واصل الاحتياطي الفيدرالي سياسة خفض أسعار الفائدة.

وأوضحت الشركة في مذكرة موجهة إلى عملائها أن ارتفاع التقييمات الحالي يعكس توقعات قوية لنمو الأرباح، وارتفاع في الاستثمارات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، وزيادة توزيعات الأرباح، إضافة إلى تيسير مالي قد تُطلقه السياسات الحكومية.

وأشار البنك إلى أن المكاسب الإنتاجية الناتجة عن الذكاء الاصطناعي وتحرير بعض القيود التنظيمية لا تزال غير مُقدّرة بالشكل الكافي، رغم دورها المهم في دعم الأرباح المستقبلية.

وترتكز توقعات الشركة لوصول المؤشر إلى 7500 نقطة على نمو متوقع في أرباح الشركات يتراوح بين 13% و15% خلال العامين المقبلين، إذ سجّلت شركات المؤشر خلال الربع الثالث نموا في الأرباح بلغ 13.4% مقارنة بالعام الماضي، وفق بيانات “فاكت سيت”.

كما يتوقع جي بي مورغان أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة مرتين إضافيتين قبل التوقف، في وقت ترجّح الأسواق احتمالا كبير لخفض جديد الشهر المقبل.

ويرى البنك أن أي تحسن إضافي في مسار التضخم قد يفتح المجال أمام مزيد من التخفيضات، ما قد يدفع المؤشر إلى تجاوز مستوى 8000 نقطة.

ويُعد جي بي مورغان ثاني بنك في وول ستريت خلال أسبوع يضع هذا الهدف للمؤشر في 2026، بعد توقعات مماثلة صدرت عن بنك HSBC.

وكان مؤشر ستاندرد آند بورز 500 قد أغلق جلسة الثلاثاء عند 6765 نقطة.

وتشير البنوك إلى أن الاقتصاد الأمريكي يتجه بشكل متزايد نحو ما يُعرف بالنمط “K”، إذ تتسع الفجوة بين ذوي الدخل المرتفع والمنخفض، ما ينعكس على أنماط الاستهلاك وثقة المستهلك.

حيث أظهرت نتائج الشركات مؤخرا أن أصحاب الدخول المحدودة يواجهون ضغوط مستمرة، بينما يستمر ذوو الدخل المرتفع—المرتبطون غالبا بسوق الأسهم—في الإنفاق بحرية.

وبالنسبة للمستثمرين، يرى جي بي مورغان أن هذا التباين قد يُبقي المزاج العام هش، في ظل اقتصاد يفتقر إلى التوازن، رغم الأداء القوي المتوقع للشركات الكبرى التي تستفيد من توسّع استخدامات الذكاء الاصطناعي.

وأكد البنك أن الشركات والحكومات حول العالم تسارع لضخ الاستثمارات في هذا القطاع، سعيا لرفع الإنتاجية وتجنب التراجع أمام المنافسين.

ووفقا للمذكرة، فإن زخم الذكاء الاصطناعي ينتشر عبر مختلف القطاعات، من التكنولوجيا والمرافق العمومية إلى البنوك والرعاية الصحية والخدمات اللوجستية، وهو ما ينشئ فرصا للخاسرين والرابحين على حدّ سواء.

لكن البنك يحذّر من أن هذا التحول سيعمّق حالة الاستقطاب الاقتصادي، وأن “جدار القلق” المحيط بالذكاء الاصطناعي سيظل قائم لسنوات قادمة.

اقرأ أيضا:

ضبابية البيانات تربك الأسواق: الاحتياطي الفيدرالي بين غياب المؤشرات وضغوط القرار المقبل

Scroll to Top