شركة ARK Invest الاستثمارية تعود للاستثمار في شركة علي بابا بعد أربع سنوات: ما دلالة هذه الخطوة؟

شركة ARK Invest الاستثمارية تعود للاستثمار في شركة علي بابا بعد أربع سنوات: ما دلالة هذه الخطوة؟

في خطوة لافتة، أعلنت شركة “ARK Invest” الاستثمارية، والتي تقودها “كاثي وود”، عن استحواذها على أسهم في شركة “علي بابا” القابضة المحدودة لأول مرة منذ عام 2021.

تمثل هذه العودة حدث مهم نظرا لسمعة “ARK Invest” كواحدة من أبرز شركات إدارة الاستثمارات التي تركز على الابتكارات الثورية والقطاعات عالية النمو مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية وعلم الجينوم.

تأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه سهم “علي بابا” انتعاش قوي، حيث ارتفع بنسبة 97% منذ بداية عام 2025، مستفيدا من حزم التحفيز الاقتصادي التي أطلقتها الصين لتعزيز النمو المحلي ودعم قطاع التكنولوجيا.

يعكس هذا الانتعاش تحول تدريجي في مزاج المستثمرين تجاه شركات التكنولوجيا الصينية، بعد سنوات من الضغوط التنظيمية والتوترات الجيوسياسية التي أثرت سلبا على أداء القطاع.

تُعتبر “علي بابا” واحدة من أكبر الشركات الصينية وأكثرها تأثيرا، إذ تمتلك محفظة واسعة من الأنشطة تشمل التجارة الإلكترونية عبر منصة “تاوباو”، والخدمات المالية الرقمية من خلال “علي باي”، إضافة إلى نشاطها المتنامي في الحوسبة السحابية الذي يشكل محور رئيسي في استراتيجيتها المستقبلية.

هذا التنوع يمنح الشركة مرونة وقدرة على مواكبة التحولات الاقتصادية العالمية.

من منظور استثماري، يعكس توقيت دخول “ARK Invest” نهجها التاريخي القائم على إعادة الاستثمار في أسهم النمو بعد فترات من التقلبات الحادة.

فعلى الرغم من المخاطر المستمرة المرتبطة بالسوق الصيني، ترى “كاثي وود” وفريقها أن الفرص طويلة الأجل ما زالت جذابة، خصوصا مع عودة الثقة تدريجيا إلى الشركات العملاقة في هذا القطاع.

اللافت أن هذه العودة تأتي رغم استمرار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي ما زالت تُلقي بظلالها على تقييمات الشركات الصينية في الأسواق العالمية.

ومع ذلك، قد يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها مؤشر على أن المستثمرين العالميين بدأوا يميزون بين الضوضاء السياسية والحقائق الاقتصادية، حيث لا تزال شركات مثل “علي بابا” قادرة على تحقيق نمو مستدام بفضل مكانتها الريادية.

باختصار، عودة “ARK Invest” إلى “علي بابا” لا تمثل مجرد استثمار في سهم واحد، بل قد تكون إشارة أوسع إلى تجدد الثقة في قطاع التكنولوجيا الصيني.

ومع استمرار انتعاش الأسواق وتحسن البيئة الاقتصادية، قد نشهد المزيد من المؤسسات المالية تعيد النظر في مواقفها تجاه هذه الشركات، وهو ما قد يفتح الباب أمام موجة استثمارات جديدة تعزز موقع الصين كلاعب محوري في الاقتصاد الرقمي العالمي.

اقرأ أيضا:

هل يواصل ستاندرد آند بورز 500 صعوده رغم التخفيضات والفوضى التجارية؟

Scroll to Top