كيف تتأثر الأسهم عندما يُبقي الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير؟

كيف تتأثر الأسهم عندما يُبقي الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير؟

شهدت أسعار الفائدة اهتمام واسع منذ فترة الجائحة، إذ أدّت موجات التضخم المنخفضة تاريخيا، ثم الارتفاعات الكبيرة في الأسعار بين عامَي 2020 وبداية 2023، إلى زيادة وعي المستهلكين والمستثمرين بدور الفيدرالي الأمريكي في إدارة اسعار الفائدة.

يعمد الاحتياطي الفيدرالي إلى تعديل سعر الفائدة بين البنوك (Federal Funds Rate) لمعالجة اتجاهات التضخم والبطالة.

سعر الفائدة بين البنوك هو السعر الذي تتقاضاه البنوك على القروض فيما بينها، ومن خلاله يتحدد جزء كبير من تكلفة رأس المال، وبالتالي يؤثر مباشرة في أسعار القروض المقدّمة للأفراد والشركات.

في المحصلة، ترتفع أو تنخفض معدلات الفائدة على بطاقات الائتمان والسيارات والقروض الشخصية تبعا لتحركات هذا السعر.

ولا تتوقف التأثيرات عند هذا الحد، فأسعار الأسهم تتفاعل بدورها مع قرارات الفيدرالي؛ إذ يدعم خفض الفائدة عادة ارتفاع أسعار الأسهم، بينما يضغط رفعها عليها بالاتجاه الهبوطي.

ولكن ماذا يحدث عندما يقرر الفيدرالي تثبيت أسعار الفائدة؟

سنستعرض ذلك، إضافة إلى نصائح لمواءمة محفظتك الاستثمارية مع الوضع الحالي.

الدلالة الاقتصادية لعدم تغيير سعر الفائدة

يتطلّب ضبط أسعار الفائدة موازنة دقيقة بين تحفيز الاقتصاد والسيطرة على التضخم فالفائدة المنخفضة تعزز الإنفاق الاستهلاكي والاستثماري، ما يصب في مصلحة أسعار الأسهم.

في المقابل، قد يؤدي خفضها بشكل سريع إلى ارتفاع التضخم، وهو ما ينعكس سلبا على الأسواق.

وعندما يُبقي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير، فإن ذلك يشير غالبا إلى متانة الاقتصاد مع وجود مخاطر محتملة لعودة الضغوط التضخمية في أي وقت.

توقعات المستثمرين وتأثيرها في السوق:

من الناحية النظرية، لا يفترض أن يؤدي تثبيت الفائدة إلى تحركات كبيرة في أسعار الأسهم.

لكن ما يحرّك الأسواق فعليا هو توقعات المستثمرين.

فعندما تختلف التوقعات عن قرار الفيدرالي، تحدث ردود فعل قوية في السوق.

فإذا كان المستثمرون يتوقعون خفض للفائدة ولم يحدث ذلك، قد تنخفض الأسهم.

وإذا كانوا ينتظرون رفعها ولم يتم، فقد ترتفع الأسعار.

وكما يقول “ديفيد راسل”، رئيس استراتيجية التسويق العالمي في منصة TradeStation:

التأثير الأكبر للفيدرالي في السوق يكمن في تأكيده أو نفيه توقعات المستثمرين حول السياسة النقدية والاقتصاد.

ويمكن متابعة توقعات السوق الحالية عبر أداة CME FedWatch التي تستند إلى أسعار عقود الفائدة لتوقع تحركات الفيدرالي المقبلة.

كيف تعدّل محفظتك الاستثمارية؟

مع ثبات أسعار الفائدة وتوافق المستثمرين نسبيا مع نهج الفيدرالي، قد تتساءل عمّا إذا كانت هناك تغييرات ضرورية في محفظتك.

والإجابة تعتمد على وضعك الاستثماري الحالي، ويمكن تقييمه عبر ثلاثة أسئلة:

1. هل أجريت تعديلات سابقة بناءً على توقعات بتغيير الفائدة؟

إذا كنت قد بنيت محفظتك على افتراضات معينة بشأن خفض الفائدة أو رفعها، فربما حان الوقت لإعادة التقييم، والتأكد من ملاءمة توزيعاتك الحالية للسيناريو الأرجح الآن.

2. هل لا تزال واثق في قدرتك على توقع اتجاهات الفائدة والاقتصاد؟

اتخاذ القرارات الاستثمارية بناء على التوقعات قد يحقق عوائد جيدة إذا كانت معظم توقعاتك صحيحة — لكنه يعرّضك لخطر التراجع الحاد عند الخطأ.

البديل الأكثر استقرارا هو تبنّي استراتيجية طويلة المدى بتوزيع ثابت لا يتأثر بتقلّبات قصيرة الأجل.

3. هل تعتمد استراتيجية طويلة الأجل لم تتغير في العام أو العامين الماضيين؟

ميزة هذا النهج أنك تستطيع الاستمرار بثقة رغم تغيّر أسعار الفائدة والدورات الاقتصادية.

فإذا كانت استراتيجيتك الحالية ناجحة، فغالبا لا حاجة لتعديلات كبيرة.

نظرة أشمل نحو عام 2026

يبقى سعر الفائدة عنصر مهم، لكنه ليس الوحيد المؤثر في البيئة الاستثمارية.

وفي حال رغبت في مواءمة استثماراتك مع الظروف الحالية، فعليك النظر إلى الصورة الكاملة:
اتجاهات الاقتصاد، أرباح الشركات، مستويات التضخم، وحركة الإنفاق الاستهلاكي والتجاري.

وفي النهاية، تبقى أرباح الشركات العامل الرئيسي الذي يحرّك أسعار الأسهم، بينما تُعد أسعار الفائدة والتضخم والإنفاق مجرد مؤثرات غير مباشرة.

ويعتمد العديد من المستثمرين على هذه المؤشرات لتوقع مسار الأرباح المستقبلية — لكن ذلك ينطوي دائما على احتمال الخطأ.

وإذا كنت تفضل نهجًا أكثر تحفظًا، فيُنصح بالتركيز على الأسهم عالية الجودة التي أثبتت قدرتها على الصمود عبر دورات اقتصادية متعددة، ثم التحلّي بالصبر لتحقيق نمو طويل الأجل.

اقرأ أيضا:

صعود الفضة إلى قمة تاريخية: هل نحن أمام طفرة استثمارية جديدة؟

Scroll to Top